قصة الرجل الذي أكل التفاحة وتزوج من صماء بكماء عمياء
ذات يوم كان هناك رجل في مدينة الكوفة بالعراق هذا الرجل يدعي ثابت بن مرزُبان ، وإذا بتفاحة تسقط من بستان فأخذها، وأكل نصفها وتذكر ان التفاحة ليست ملكاً له، فذهب إلى البستاني وقال له : لقد أكلت نصف من التفاحة ، سامحني على ما أكلته.
وخذ النصف المتبقي.. قال البستاني: لا يمكنني ذلك ، لأن الحديقة ملك لسيدي ، وهو يعيش فى مكان يبعد علي مسيرة يوم وليلة من هنا.
قال الرجل الذي أكل التفاحة: سأذهب إليه ، مهما كان الطريق وبالفعل وصل ثابت إلى بيت صاحب الحديقة التي أكل التفاحة منها وقال له: يا سيدي سامحني على ما أكلت من التفاحة واليك بالنصف الآخر من التفاحة !.
فنظر إليه صاحب الحديقة بنظرة وقال: يا رجل ، أنا أسامحك بشرط. قال ثابت : ما هذا الشرط اذا ؟ قال صاحب الحديقة :هو أن تتزوج ابنتي ولكن أريد أن أخبرك عنها قبل أن تتزوجها إنها عمياء ولا ترى، صماء لا تسمع ، بكماء لا تتكلم ، ومشلولة ولا تتحرك.
ارتبك الرجل الذي أكل التفاحة أهذه زوجة تصلح لأن أتزوج منها ومن اجلها لا يسامحني في ما اكلت من التفاحة!!
لكن رغم ذلك وافق ثابت على الزواج من ابنت صاحب البستان وقال: قبلت بخطبتها وسوف أقوم بخدمتها، وبذلك اكسب ثواب عند الله تعالى على هذا ايضاً. ثم اتي صاحب البستان بشاهدين، ودخل ثابت على زوجته فألقى عليها السلام. فردت عليه السلام ثم نهضت واقفة من مجلسها، ووضعت يدها في يد زوجها الصالح ثابت بن مرزُبان.
بدهشة قال ثابت على زوجته: عجيب امرها قد ردت السلام فهي اذا ليست بصماء!!. وقامت واقفة فهي اذا ليست مقعدة!!. ومدت يدها الى يديه إذن ليست عمياء!!! فقال لها: لماذا اخبرني ابوك انك عمياء بكماء صماء مشلولة !!.
قالت زوجة ثابت: لقد صدق ابي فيما ذكر عني ولم يكذب، أنا عمياء حقاً لأن عيني لم تنظر الى ما حرم الله، بكماء اللسان لأن لساني لا يتحرك الا بذكر الله، صماء الأذنين لا اسمع كل ما لا يرضي الله، مشلولة لأن قدمي لم تحملني الى مكان يغضب الله تعالى.
فقال الرجل الذي أكل التفاحة ” ثابت بن مرزُبان “: حين اذا نظرت الي وجهها فهو كأنما قطعة من القمر ليلة التمام.
وتزوجها فأنجبت منه الصماء البكماء العمياء المولود الذي ملأ سائر الأرض فقهاً وعلماً من هذا المولود ؟
- انه الإمام الجليل ابو حنيفة النعمان بن ثابت بن مرزُبان الكوفيّ.
- الذي ولد في 80-150 هـ/ 699-767م.
- الفقيه والعالم المسلم الجليل، وأول الأئمة الأربعة عند أهل السنة والجماعة.
- صاحب المذهب الحنفي.
ارأيت كم كان نصف هذة التفاحة سببا في ولادة امام جليل مثل الامام ابو حنيفة بعد مشيئة الله سبحانه وتعالي؟!
لقد ضرب لنا ثابت بن مرزُبان مثلاً من أروع الأمثلة في الأمانة وحسن الخلق.
للاسف الشديد اصبحنا نرى الكثير من الصور السلبية للشباب المستهتر الذي لا يعرف معنى الأمانة ولا قيمتها، مما جعلنا نبحث في قصص الأولين عن تلك الأمثلة المضيئة.
وكما قال رسولنا الكريم صلوات الله وسلامه عليه وعلى اهله واصحابه اجمعين : الخير في وفي أمتي إلى يوم القيامة. نسأل الله تعالى أن يرزقنا ويرزق شبابنا أمانة ثابت.
هكذا نكون قد انتهينا من قصة الرجل الذي أكل التفاحة وتزوج من صماء بكماء عمياء القصة الاكثر من رائعة من التراث الاسلامي والتى بها الكثير من الحكم والمواعظ اخبرنا ماذا استفدت من قصة اليوم ؟
اكتشاف المزيد من ربائد
اشترك للحصول على أحدث التدوينات في بريدك الإلكتروني.
